مشروع سيرة ومسيرة هو البذرة الأولى لموقعنا e-Dirasat، وقد انطلقت فكرته من جمع من الباحثين المتخصصين في العلوم الشرعية الذين جمعتهم رغبة صادقة في تقديم المعرفة الإسلامية بمنهج وسطي، ولغة أكاديمية رقمية معاصرة. وسيكون هذا المشروع خطوة تأسيسية لبناء منصة علمية تمتد لاحقًا لتشمل شروحات علمية، وبحوثًا محققة، ومصادر معرفية متنوعة. ما زالت المسيرة في بدايتها، لكن الطموح كبير، والعمل جاد لبناء مرجع أكاديمي يسهم في خدمة الباحثين والمهتمين بالدراسات الإسلامية حول العالم.
الدكتور أحمد عقيل باحث في علوم التفسير يطمح لأن يكون عضواً في هيئة تدريسية في كلية الإلهيات أو العلوم الإسلامية، يحمل الجنسيتين السورية والتركية، ويعمل في مجال التعليم الشرعي منذ أكثر من عشر سنوات. حاصل على الدكتوراه والماجستير من جامعات تركية بتقدير ممتاز، وتخصّص في الدراسات الإسلامية الأساسية والتفسير. له مشاركات علمية متعدّدة في مؤتمرات دولية ومجلات محكّمة، كما ساهم بتحقيق عدد من كتب التراث أبرزها حاشية القاز آبادي على تفسير البيضاوي. إلى جانب ذلك، حرّر كتبًا في الفقه وأصوله، وشارك في لجان التحكيم الأكاديمي لمجلات علمية مرموقة. يتقن العربية والتركية وقليلاً من الإنجليزية.
🏛️الوضع التعليمي
بدأ دراسته الجامعية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة حلب في سوريا ثم طرابلس في لبنان، حيث تشرّب أصول العلوم الشرعية واللغة العربية. ثم انتقل إلى تركيا لمتابعة رحلته الأكاديمية، فحصل على شهادة الماجستير في التفسير من جامعة آغري إبراهيم چچن، حيث تعمق في البحث في علوم القرآن والتفسير. واصل بعد ذلك دراسته العليا فنال درجة الدكتوراه من جامعة وان يوزنجويل، متخصّصًا في الدراسات الإسلامية الأساسية، وقد تناولت أبحاثه قضايا نقدية وتحقيقية في التراث التفسيري. وقد ساعده هذا المسار العلمي المتكامل على الجمع بين الدراسة النظامية والعمل البحثي الميداني في تحقيق المخطوطات والكتابات التفسيرية.
يتمتع الدكتور أحمد عقيل بخبرة جيدة في استخدام الأدوات الرقمية التي تخدم الجانبين الأكاديمي والشرعي. في المجال العام، يُتقن التعامل مع حزمة Microsoft Office، وبرامج التصميم مثل Photoshop، إلى جانب برامج الخرائط الذهنية وأدوات تفريغ الصوتيات إلى نصوص، مع خبرة بأنظمة Windows في تثبيت البرامج وإدارتها. وأنظمة التوثيق مثل Zotero ، حسب نظام Isnad وغيره
أما في المجال الشرعي، فهناك مجموعة واسعة من البرمجيات الإسلامية، منها:
المكتبة الشاملة (بإصداراتها القديمة والحديثة).
الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم
إضافة البيان البحثية لبرنامج الوورد
طور الدكتور أحمد عقيل عدداً من المشاريع العلمية التي تجمع بين خدمة التراث الشرعي والتقنيات الرقمية الحديثة، ومن أبرزها:
أولى عناية خاصة بمجال تحقيق التراث والمخطوطات، فشارك في عدد من الدورات العلمية المتخصصة التي أقيمت في هذا الميدان على أيدي نخبة من المحققين والأساتذة، منهم الدكتور حسن العثمان، والدكتور محمود السيد الدغيم، والدكتور ثائر الحلاق، د. محمود السيد الدغيم، حيث تنوّعت موضوعات الدورات بين مناهج التحقيق وقواعد قراءة المخطوطات وأساليب إخراج النصوص القديمة. وقد أتاحت له هذه الخبرات العملية الاطلاع على تجارب متعددة في التعامل مع النصوص التراثية، وانعكس بوضوح في أعماله التحقيقية اللاحقة.
مارس الدكتور أحمد عبد الغفور عقيل التدريس الشرعي لأكثر من عشر سنوات في مدرسة وقفية تركية خاصة، حيث تولّى تعليم مواد اللغة العربية والتجويد وعلوم القرآن. وقد جمع في تجربته بين الأسلوب الأكاديمي والمنهج التربوي، معتمداً على تبسيط المفاهيم وتقريب المعاني للطلاب من مختلف الخلفيات. لم يكن التدريس بالنسبة له مجرد وظيفة، بل رسالة يؤديها بمحبة ومسؤولية، ساعيًا إلى غرس القيم الإسلامية ومهارات التفكير العلمي في نفوس طلابه، وهو ما منحه حضورًا مميزًا واحترامًا واسعًا في محيطه التعليمي.
يجيد الدكتور أحمد اللغة العربية بطلاقة، ويتحدث التركية بشكل جيد، وله إلمام معقول باللغة الإنجليزية.
تحدث الله جل جلاله في سورة النبأ والمرسلات وعبس عن مواضيع كثيرة أهمها : أهوال يوم القيامة، وأحوال المتقين والمشركين، والآيات الكونية الدالة على قدرته جل جلاله والقاضي البيضاوي من علماء القرن السابع الهجري فسر هذه السور الثلاث بأسلوب بليغ وجيز، وانتشر تفسيره بين العلماء لأسباب علمية متنوعة، منها اختصاره الثلاثة تفاسير سبقته: جامع التفسير للراغب، والكشاف للزمخشري، ومفاتيح الغيب للرازي. وصار تفسير أنوار التنزيل من أمهات كتب التفسير وتلقته الأمة بالقبول.
وبعد مرحلة من الزمن انتشرت صنعة الحواشي على كتب التفسير لغايات علمية كثيرة منها الشرح، والنقد والاستطراد، وتحرير الاصطلاحات، وتخريج الأحاديث، والمناقشة في بعض المعاني، والدخول في القضايا الدقيقة العلوم الإعراب والبلاغة والكلام والتفسير والحديث المتعلقة بتفسير تلك الآيات.
وكان الإمام القاز آبادي من العلماء العثمانيين الأفذاذ الذين عاشوا في القرن الثاني عشر الهجري. اشتهر بشرحه تفسير البيضاوي في جوامع إسطنبول المشهورة، وتولى قضاء سلانيك، فمصر، فالحجاز. كما أشرف كما على مكتبات قصور السلاطين، وعمل وكيلاً لشيخ الإسلام في إلقاء الدروس وتنظيم الامتحانات في المساجد والمدارس الكبيرة. وله أكثر من عشر رسائل في علوم شتى، وكتب حاشية على تفسير أنوار البيضاوي لهذه السور الثلاث. ولها سبع نسخ خطية مختلفة، اخترنا منها ستاً لعملية التحقيق خدمة للتراث الإسلامي، وإحياء الجهود علمائنا في خدمة كتاب الله تعالى
مرَّ علم التفسير بمراحل متنوعة ولا سيّما في القرن السابع الهجري الذي ظهر فيه تفسير البيضاوي ثم تبعته مرحلة انتشار الحواشي على التفسير لأغراض علمية متنوعة. ومن تلك الحواشي والمؤلفات التي اعتنت بالنقد وشدّت انتباهنا حاشية عبد الله مستجي زاده الحنفي الماتريدي، وهو مفسّر، ومتكلّم مجتهد، ومدرّس مؤلّف في أشهر مدارس أَدِرْنَة وإسطنبول. تولى قضاء عسكر الأناضول في أواخر حياته، وتوفي سنة 1150هـ/1737م. جمعت هذه الرسالة بين العرض التاريخي لتطور النقد في التفسير وذِكْر بعض حواشي التفسير التي أُلفت في عصر مستجي زاده، وبين الاهتمام بمحاور النقد الذي طبقه مستجي زاده في كتابه، واخترنا ثمانين مثالاً من أكثر من ثلاثمئة موضع من كتاب المعيار مع تحليل لأغلب الأمثلة وموازنتها ببقية كتب التفسير مع موافقة آراء مستجي غالباً ومناقشة وتصويب بعضها أحياناً، ثم ختمت الرسالة بذكر قواعد النقد التي استعملها الشيخ في كتابه.
جاءت رسالتنا في مقدمة وخاتمة وفصلين، وضعنا في المقدمة منهج البحث وأهدافه وإشكاليته وحدوده وصعوبته، وفي الفصل الأول عرفنا بالشيخ عبد الله مستجي زاده وبآثاره الاثنين والعشرين وعرفنا بكتابه المعيار (حاشية على البيضاوي) ووصفنا نسخها المخطوطة الأربعة. وفي الفصل الثاني المقسم إلى أربعة مباحث تكلمنا في المبحث الأول عن مفهوم النقد في التفسير وأهميته وتاريخه وتطوره وأركانه الأربعة، وفي المبحث الثاني تكلمنا عن خصائص النقد في كتاب المعيار كدوافع النقد ومراحل النقد وصفاته وأركانه ومواضعه، وفي المبحث الثالث فصّلنا في تطبيقات مستجي زاده النقدية، واكتشفنا أن بينها قواسم مشتركة فقسمناها إلى ست محاور، فوضعنا في المحور الأول انتقاداته المتعلقة بالجملة والصياغة التفسيرية، وفي الثاني انتقاداته المتعلقة بالمنهج والمعاني التفسيرية، وفي الثالث انتقاداته المتعلقة بالمسالك والاتجاهات التفسيرية الكلامية والفلسفية، ووضعنا انتقاداته المتعلقة بعلوم القرآن في المحور الرابع، ووضعنا انتقاداته المتعلقة بالإسرائيليات في المحور الخامس، ووضعنا انتقاداته العامة في المحور السادس، وبعد انتهاء المحاور الستة انتقلنا إلى المبحث الرابع فحاولنا استنباط قواعد النقد لدى الشيخ مستجي والتي كان جزء كبير منها متشابه مع قواعد علم التفسير.
خلصت الدراسة إلى أن تفسير «أنوار التنزيل» للبيضاوي يشكل نموذجًا فريدًا في تاريخ التفسير الإسلامي؛ فقد هيمن على عمليات التعليم الديني لقرون لجمعه بين مختلف العلوم الإسلامية مع دمج العلوم الفلسفية وعلم الكلام، وتوظيف الأساليب الأدبية والبلاغية في صياغته، مما أنتج نصًّا مركزًا قويّ العبارة. وقد استعان فيه البيضاوي بثلاثة تفاسير كبرى («جامع التفسير» و«الكشاف» و«مفاتيح الغيب») بعد تنقيتها واختصارها، وإن بدا قصور في تنقية بعض أفكار الزمخشري الاعتزالية وخلطه بين الآثار الضعيفة والصحيحة في التصريف الحديثي. فجاءت حاشية عبدالله مستجي زاده «المعيار» لتوازن بين تفسير البيضاوي وتفسير الزمخشري، وتضيف تحريرات جديدة وتصحيحًا للأخطاء، وتنقد اتباع البيضاوي للمذهب الاعتزالي واعتماده على آراء الفلاسفة، ممما يوصلنا إلى نتيجة أخرى : إن الحواشي في التفسير كانت ظاهرة علمية صحية ولم تكن مجرد شروح بسيطة أو كتابات سطحية لا معنى لها، بل نتجت عن اهتمام العلماء بتنقية التفسير وتحليله ونقده وتحرير مفاهيمه ومصطلحاته وتخريج أحاديثه، ومثلت مرحلة من مراحل تطور نقد علم التفسير في فترة من الزمان.
يُعد أحمد بن محمد القاز آبادي التوقادي ت. 1163هـ/1750م من العلماء وكبار المحققين والقضاة الذين شغلوا مناصب رفيعة في الدولة العثمانية بالقرن الثاني عشر الهجري. مفسر ومتكلم وأصولي له آثار باللغة العربية في علم البلاغة والكلام والتفسير والمنطق، وله حاشية على بعض تفسير القاضي البيضاوي والتي سنقوم بتحقيقها وتحليلها في هذه الرسالة.
تتكون رسالتنا من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، تناولنا في الفصل الأول حياة الإمام ناصر الدين البيضاوي، وتناولنا في الفصل الثاني حياة الإمام أحمد القاز آبادي وتحدثنا عن طلابه وشيوخه وآثاره بشكل موسع، وفي الفصل الثالث تناولنا حاشيته على أنوار التنزيل بالدراسة، فعرّفنا بنسخها الست وبيّنا تاريخ كتابتها وأثبتنا صحة نسبتها إلى مؤلفها ووصّفناها توصيفاً دقيقاً، ثم حللنا أسلوب المؤلف ومنهجه وأهم مصادره والاصطلاحات والاختصارات الواردة في الحاشية. ثم حققنا في الفصل الرابع الحاشية وشرحنا الكلمات والعبارات الغامضة، وكتبناها وفق القواعد الإملائية الحديثة، أما الخاتمة فقد وضعنا فيها أبرز النتائج والتوصيات
خيّم فايروس كورونا بظلاله على أطراف المعمورة فأعقب آثاراً سلبيّة على واقعنا الطبّي والاجتماعي والدراسي، وهُرع رجال الطبِّ والسياسة والعلم مسرعين إلى تولّي مسؤوليّاتهم وتقديم حلولٍ لنجدة الناس وحمايتهم من هذا المرض الفتّاك، وشرع باحثون في موضوع التفسير والإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وبعض مروجي الشائعات إلى ربط نصوصهما بالواقع الجديد الذي فرضه الفايروس المتحوّر، وحاولوا استخراج معانٍ عجيبة لملائمة الوضع الحالي. وكانت غايتهم رغم اختلاف مناهجهم وتناقض تفسيراتهم الاستنباطَ من آيات القرآن الكريم والحديث الشريف وإسقاطَها على الواقع الـمُعاش؛ ممّا أدّى إلى ظهور موجة إعلاميّة مضادّة جعلت الإعجاز العلمي والقائلين به مادة للنقد والسخرية. فكان ربط فايروس كورونا بالإعجاز العلمي ظاهرة تستحقّ الرصد والتحليل وبيان الصحيح من السقيم.
الملا عبد الله الديبوي من علماء مدينة أرجيش وترجمة رسالته "درس في تحسين أخلاق الصبيان" (بالتركية)
ERCİŞ İLÇESİ ÂLİMLERİNDEN MOLLA ABDULLAH DİBEVİ'NİN HAYATI, TASAVVUFA DAİR RİSALELERİ VE ‘‘DERSUN FÎ-TAHSÎNİ AHLÂKİ’S-SİBYAN’’ADLI RİSALESİNİN TERCÜMESİ
Her âlim ve mütefekkir kendi döneminde toplumun ihtiyaçlarını göz önünde bulundurarak halka hizmet etmiştir. Anadolu coğrafyası da bu bağlamda birçok âlim ve mütefekkire ev sahipliği yapmıştır. Anadolu’da yaşamış şahsiyetler şark medreselerinde dönemin meşhur hocalarından eğitim alıp bu bölgenin ihtiyaçları doğrultusunda hizmetlerini ifa etmişlerdir. Birçok bölgede olduğu gibi Anadolu'da da tasavvuf alanında yetkin mutasavvıflar yetişmiştir. Çalışmamız; Türkiye'nin Doğu Anadolu bölgesinde yaşamış ve Cumhuriyet Dönemi’nde hayatını sürdürmüş olan Molla Abdullah Dibevi'nin (Arı) hayatı, ilmi şahsiyeti, hocaları, talebeleri tasavvufa dair risaleleri ve ''Dersun fî Tahsîn-i Ahlâkı’s- Sibyan'' adlı risalesinin tercümesini içermektedir. Âlim, müderris, fakih, mutasavvıf ve Van'ın Erciş ilçesinde kanaat önderi olan Molla Abdullah dönemin sayılı hocalarından eğitim almış ve yüzlerce talebe yetiştirmiştir. Molla Abdullah'ın yetiştirmiş olduğu talebeleri ondan sonra mirasını devralarak onun yolunu takip etmişlerdir. Bu çalışmada tasavvufa önemli katkıları olan Molla Abdullah'ın tasavvufi çalışmaları gün yüzüne çıkarılması amaçlanmıştır. Bununla birlikte Molla Abdullah'ın çocuk ahlakı üzerine kaleme almış olduğu risalesi de gözden geçirilerek tercüme edilmiştir.
إن الأمام أحمد القاز آبادي الذي سنتحدث عنه في هذه المقالة هو عالم ومفسر عثماني تولى قضاء مكة المكرمة وغيرها، توفي في منتصف القرن الثامن عشر. ومخطوطته التي سنحققها عبارة عن رسالة قصيرة تكلم فيها عن معنى كلمة الشهادة، حيث ذكر بعض أقوال العلماء وناقشها مستنداً في ذلك إلى علوم مختلفة كالنحو والبلاغة والتفسير والشعر والتصوف والمنطق. تكونت مقالتنا من ثلاثة مباحث وخاتمة، في المبحث الأول تناولنا حياة القاز آبادي ومكانته العلمية، وأهم شيوخه وطلابه وآثاره، وفي المبحث الثاني عرفنا بالنسختين وتوصيفهما والمنهج المتبع في التحقيق، وفي المبحث الثالث حققنا الرسالة المذكورة بالمقارنة بين النسختين اللتين استطعنا الحصول عليهما، وفي الخاتمة كتبنا أهم ما توصلنا إليه من نتائج وتوصيات